انحلال الربيدات الجهدية – فك “الرباط”!

نؤمن في كونوليز ريدميلز و فوران إيكواين أهمية معاملة كل خيل بناء على احتياجاته وطبيعة تصرفه، فنجد بعض الخيول القوية والمتزنة إلّا أن بعضها الآخر قد يكون متوترًا بل وهائجًا أحيانًا. وبالرغم من أن الاعتماد على النظام الغذائي وحده لتغيير سلوك الخيل ومزاجه لا يعتبر أمرًا كافيًا إلّا أن الغذاء المتوازن له تأثير كبير على تحسين السلوك. نعرض في هذا المقال كيف يُمكن تحسين النظام الغذائي للخيول المتوترة أو المُجهدة.

لمحة تاريخية

أول من عرف “الرباط” أو الشد العضلي كان الفرسان والأطباء منذ أمد، وعندها أصبح مصطلحًا شاملاً للعديد من اضطرابات العضلات، وكلها تتميز بأعراض متشابهة (الجدول 1) ولكن لها أسباب مختلفة. في السابق، تم استخدام مصطلحات مثل “مرض صباح يوم الإثنين” و “ آزوتوريا” للتعبير عن “الرباط”، ومؤخراً تم استخدام المصطلح السريري انحلال الربيدات التجريبية. إذا قمنا بتقسيم المصطلحات، يمكننا أن نفهم كيف تم تطوير هذا المصطلح (الشكل 1).

يمكن تقسيم انحلال الربيدات الجهدية إلى انحلال الربيدات الجهدية المتقطع (حيث لا يوجد عيب عضلي أساسي) أو انحلال الربيدات الجهدية المزمن (حيث يوجد عيب وراثي أساسي في وظيفة العضلات) (الجدول 2). يتضمن انحلال الربيدات الجهدية المزمن اعتلال عضلي لدى تخزين عديد السكاريد وانحلال الربيدات الجهدية المتكرر، وكلاهما لهما أساس وراثي، على الرغم من أنه في حالة انحلال الربيدات الجهدية المتكرر، لم يتم تحديد الجين المشكل وعوامل التوريث بشكل قاطع.

Occurrence of ER and RER

حققت دراسات قليلة في معدلات حدوث انحلال الربيدات الجهدية، وأفادت إحداها أن معدل حدوثها يتراوح من 5 إلى 7 ٪ في سباقات الخيول الهجينة الأصيلة في المملكة المتحدة. كان معدل التكرار في هذه الدراسة يصل إلى 17٪، مما أدى إلى عدم سباق خيول السباق مرة أخرى في ذلك الموسم. هذا له آثار رفاهية واقتصادية كبيرة. لذلك، فإن تطوير طرق وقائية لإدارة هذه الظروف هو الآن جزء يومي من إدارة ساحة التدريب.

العلامات / الأعراض السريرية

تتشابه أعراض انحلال الربيدات الجهدية كثيراً بغض النظر عن السبب، لكنها تختلف في شدتها، وفي بعض الأحيان تكون خفيفة جدًا بحيث لا تلتقطها سوى عين مدربة وتكون النوبات الأخرى شديدة جدًا بحيث يمكن أن يصبح كلاهما مهدِّدًا للحياة.

الفئات الرئيسية والفرعية لانحلال الربيدات الجهدية

يعتمد تشخيص انحلال الربيدات الجهدية إلى حد كبير على التاريخ والعلامات السريرية. ومع ذلك، يجب تأكيد التشخيص بعينة من الدم حيث سيختبر الأطباء البيطريون مستويات الكرياتينين كيناز والأسبارتات أمينوترانسفيراز.

الكرياتينين كيناز هو إنزيم مطلوب لوظيفة العضلات الطبيعية. وبفعل وجوده داخل خلية العضلات، يمكن أن يتسرب الكرياتينين كيناز إلى الدم عندما تتضرر خلية عضلية بسبب الالتهاب. وبالتالي، فإن مستوى مصل الكرياتينين كيناز هو مقياس لانهيار العضلات الذي تصل أعلى مستويات المصل فيها إلى الذروة خلال 6-12 ساعة من الإصابة، وتعود إلى وضعها الطبيعي بعد 3-4 أيام.

إنزيم أمينوترانسفيراز هو إنزيم آخر يعد مؤشرًا مفيدًا على تلف الكبد والعضلات. على عكس الكرياتينين كيناز، يرتفع بشكل أبطأ بعد نوبة من تلف العضلات، ويبلغ ذروته من 24 إلى 48 ساعة بعد الإصابة ويستغرق ما يصل إلى 21 يومًا للعودة إلى طبيعته.

يعتبر الجمع بين الكرياتينين كيناز وأمينوترانسفيراز معيارًا ذهبيًا عند تشخيص حالة انحلال الربيدات الجهدية، حيث يوفران معلومات عن شدة النوبة مما يسمح لك بتخصيص برنامج التعافي الذي يناسب الحالة والعودة إلى العمل على الحصان. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من التحقيق كأخذ خزعة من العضلات. في حالة الاشتباه باعتلال عضلي لدى تخزين عديد السكاريد (يُرى غالبًا في الخيول الرياضية) أو ارتفاع الحرارة الخبيث (يُرى فقط في خيول الربع)، يمكن عندها إجراء اختبار جيني. من المؤسف أنه لا يوجد حاليًا اختبار جيني متاح لانحلال الربيدات الجهدية المتكرر.

يركز هذا المقال على انحلال الربيدات الجهدية المتقطع والشكل المزمن من انحلال الربيدات الجهدية المتكرر، وهي حالات تؤثر بشكل شائع على الخيول الأصيلة والخيول القياسية عندما تكون في نظام التدريب.

على الرغم من أن المصطلحات المستخدمة متشابهة، إلا أنه لا ينبغي الخلط بين النوبات المتقطعة من انحلال الربيدات الجهدية، والتي لها قاعدة وراثية. قد لا يعاني الحصان الذي يعاني من نوبة واحدة من انحلال الربيدات الجهدية المتقطع، بسبب بيئة معينة أو سبب إداري، من نوبة أخرى، وبالتالي فهو ليس مزمنًا أو متكررًا.

انحلال الربيدات الجهدية المتقطع

يمكن أن تحدث حالات متقطعة من انحلال الربيدات الجهدية بسبب المشاكل البيئية والإدارية بما في ذلك:

إصابة العضلات الناجمة عن إصابة مباشرة أو عامة للعضلة، على سبيل المثال. يمكن أن يؤدي سقوط أو جبيرة الحصان إلى ظهور علامات سريرية لانحلال الربيدات الجهدية (الجدول 1)، بسبب الالتهاب الناتج الذي يتسبب في انهيار خلايا العضلات.

الإرهاق هو أحد أكثر العوامل المحفزة شيوعًا لحالة انحلال الربيدات الجهدية المتقطع. هذا يعني أن العضلات قد تم دفعها إلى ما هو أبعد من قدراتها، مما أدى إلى انهيار الخلايا. يمكن أن يحدث الإرهاق عند زيادة كثافة التمرين على الحصان غير الجاهز أو المستعد لمثل هذا الجهد.

يُلاحظ الإنهاك في الغالب في خيول السباقات المحلية التي تعمل على مسافات أطول. يمكن أن تعاني الخيول التي تعاني من الإرهاق من أعراض انحلال الربيدات الجهدية، إلى جانب الضعف وعدم التركيز (الترنح)، مع الحالات الشديدة التي تنتهي بالانهيار.

عادةً ما تتضمن الاختلالات الغذائية اختلالات / نقصًا في الإلكتروليتات و / أو أنظمة غذائية غنية بالكربوهيدرات غير الهيكلية (السكريات والنشا). هناك حاجة للإلكتروليتات لوظيفة العضلات الطبيعية والتعافي، في حين أن النشا الزائد قد يؤدي إلى تفاقم الاستثارة؛ والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث إحدى النوبات.

عند عدم التعامل مع أي من هذه المشكلات، فإن فرصة حدوث نوبة أخرى ستكون عالية، أما عند التعامل معها والتخفيف من النوبات، يمكن للمدرب أن يكون واثقًا من أن حصانه ليس لديه شكل مزمن من انحلال الربيدات الجهدية.

انحلال الربيدات الجهدية المزمن: انحلال الربيدات الجهدية المتكررة

عندما تحدث نوبات متكررة من انحلال الربيدات الجهدية في الخيول الأصيلة والخيول القياسية، على الرغم من الجهود المبذولة للحد من عوامل الخطر كالنظام الغذائي والإجهاد، يجب فحص هذا الحصان للتأكد من إصابته بانحلال الربيدات الجهدية المتكرر. تشير الأبحاث الحالية إلى أن انحلال الربيدات الجهدية المتكرر ناجم عن خلل وراثي في ​​السيطرة على تقلص العضلات واسترخائها بسبب خلل في تنظيم الكالسيوم.

يعد التوتر / الإثارة من العوامل الرئيسية الدافعة لإصابة الخيول بانحلال الربيدات الجهدية المتكرر، وعادة ما تحدث النوبات بعد العمل منخفض الكثافة، أو عندما يقوم الفارس بإمساك الحصان للخلف وعدم السماح له بالركض بحرية. أظهرت الأبحاث أن حدوث انحلال الربيدات الجهدية المتكرر أكثر شيوعًا بين المهور والخيول التي تتلقى حصصًا عالية من النشا، خاصةً عندما يتم تقليل مستويات العمل، يمكن ربط كلا العاملين بالاستثارة.

العلاج والإدارة الوقائية

يركز العلاج الفوري لنوبة من انحلال الربيدات الجهدية على تقليل شدة الأعراض؛ عادة ما يتم إعطاء الخيول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وفي الحالات الشديدة يمكن إعطاؤها سوائل عن طريق الوريد.

يمكن أن تتأثر الخيول من الناحية النفسية من خلال العمل الذي يسبب الألم، وقد تؤدي ذكرى نوبة حديثة إلى أن يعمل الحصان في حالة من التوتر، وينتظر الألم. إذا كانت هذه النظرية حقيقية بعض الشيء، فإن التخفيف السريع للأعراض أمر بالغ الأهمية، والأهم من ذلك منع هذه الأمور في المقام الأول.

سيؤدي إجراء اختبار دم متكرر لمستويات الكرياتينين كيناز وأمينوترانسفيراز بعد أيام قليلة من حدوث نوبة إلى توفير معلومات حول سبل التعافي مما يسمح بالتخطيط لأفضل طريقة للتعامل مع هذه النوبات مستقبلاً. قد تتبع الراحة والتمارين الخاضعة للرقابة والتغييرات الغذائية بروتوكولات العلاج الفوري، وسيتم تحديد ذلك حسب ظروف النوبة وشدتها.

تتضمن الإدارة الوقائية التمارين الرياضية والتعديلات على النظام الغذائي من أجل 1) منع حدوث نوبة في المقام الأول؛ 2) تسريع التعافي إذا حدثت النوبة 3) تقليل فرص تكرار النوبات.

قد تشمل التغييرات الغذائية

توفير نسبة منخفضة من النشا مثل Connolly’s Red Mills Horse Care 10 أو 14 Mix أو12.5% Endurance Mix (Hi-Oil) للحد من الاستثارة.

توفير العلف المناسب. زيادة توافر العلف يمكن أن تقلل من مستويات الإجهاد. فالعلف مهم أيضًا للحفاظ على توازن أنيون كاتيون غذائي مثالي، والذي يتعلق بتوازن المعادن في النظام الغذائي التي لها تأثير قلوي أو حامضي. على الرغم من عدم إثبات ما يلي علميًا، إلا أن المستويات المنخفضة من توازن أنيون كاتيون غذائي مثالي قد تزيد من خطر “التقييد”.

تحسين تناول الإلكتروليت لتجنب الاختلالات أو النقص، والتي يمكن أن تؤثر على وظيفة العضلات والتعافي. سوف تلبي Foran Equine Equi-Lyte G أو Equi Salts متطلبات للحصان أثناء التدريب من الإلكتروليت.

المكملات بمضادات الأكسدة وخاصة فيتامين هـ والسيلينيوم. يوفر Foran Equine Muscle Max فيتامين هـ والسيلينيوم والأحماض الأمينية الأساسية ليسين، ويدعمان معًا وظيفة العضلات الطبيعية والتعافي لدى حصان السباق. في الآونة الأخيرة، أصبح أنزيم كيو10 / يوبيكوينول متاحًا في Foran Equine For-Recovery، ويستخدم لدعم التعافي الأمثل في حصان السباق من خلال خصائصه القوية المضادة للأكسدة.