Jun, 2020

ينتشر استخدام مهدئات الخيول في عالم الفروسية بشكل ملحوظ، حتى أنه وفي إحدى الدراسات التي أجريت في المملكة المتحدة مؤخرًا، أكد ما يقرب 70٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنهم استخدموا المهدئات لضبط سلوك خيولهم، والأهم من ذلك أن 82٪ منهم أعادوا استخدامها مرات أخرى. إذا كنت تفكّر في استخدام إحدى منتجات التهدئة فدعنا نقدم لك المساعدة لاختيار الصيغة الأنسب لخيلك.

ابدأ بتحديد المشكلة

يدرك جميع الفرسان مدى صعوبة التعامل مع الخيول المضطربة، فتجد بعضها مهتاجًا بسبب كثرة السفر والتنقل بينما يقوم الآخر بسلوكيات انفعالية مرتبطة بتوتره والأهم من هذا كله أن الخيل لن يخبرك بأنه يعاني من أي مشكلة، وعليك مراقبته بصورة مستمرة لتحديد جذور الاضطرابات السلوكية وبالتالي إيجاد حلول لها. وننصحك هنا بعدم التسرع في شراء المهدئات، عليك أولًا التأكد من إدارة النظام الغذائي بشكل جيد والالتزام بجدول تمارين محدد قبل الانتقال لمرحلة اختيار المهدئات.

 


النظام الغذائي


عند التفكير في ضبط مزاج خيلك وسلوكه فعليك دائمًا البدء بالنظام الغذائي. كل ما يأكله خيلك من التبن إلى العلف الصلب، بما في ذلك المستسيغات يُشكَل نظامه الغذائي، كما يجب الانتباه إلى عدد مرات إطعام اخيل و كيفية إطعامه إياها حيث أنها تؤثر جميعها على سلوكه.
 



أشارت الأبحاث إلى قدرة الخيول على إدارة عملية نقص العناصر عن طريق السلوك؛ فإذا واجه خيلك نقصًا معينًا فإنه وبطبيعة الحال سيطوّر قوالب سلوكية نمطية مرتبطة بهذا النقص. في الآونة الأخيرة بحث علماء سلوك الخيول تأثير الأنظمة الغذائية المعتمدة على  الحبوب مقابل الأنظمة الغذائية القائمة على الألياف/ الدهون وأظهرت النتائج أن الخيول التي تتبع نظامًا غذائيًا عالي النشا لديها معدلات إثارة أعلى. وبشكل عملي نقول أنه إذا  كان خيلك مفرطًا في الانفعال ويعتمد على نظام غذائي عالي النشا، فقد تكون قادرًا على تقليل سلوكه السلبي عن طريق التحول إلى نظام غذائي غني بالألياف وقليل النشا.

 





التمرين




عندما تُفكّر في الأسباب المرتبطة بسلوك خيلك الهائج فيجب النظر إلى التمرين والمجهود الذي يبذله؛ حيث تم إجراء بحوث حول كيفية تأثير التمرين على سلوك الخيل، وعلى الرغم من اختلاف النتائج يتفق معظم الباحثون على أن التمارين لها تأثير كبير على السلوك مثل: الوقت الذي يقضيه الخيل للوقوف، وقت الراحة (الاستلقاء)، وزيادة الشرب والأكل. بشكل عام يُعتقد أن الخيل بإمكانه السفر لمدة 20 ميلًا يوميًا بحثًا عن الغذاء والماء فإذا ما تم تقييد سلوكه هذا يُتوقع أن يتأثر سلوكه العام سلبيًا.

 



التهدئة

متى تظهر الحاجة لاستخدام “المهدئات” وما هي المكونات التي تتضمنها؟

إذا ما قمت بالنظر في النظام الغذائي الخاص بخيلك إضافة لمستويات التمرين الذي يبذلها، ووصلت إلى قناعة بوجوب استخدام المهدئات فعليك تقييم المكونات الغذائية التي تُخفف من السلوك السلبي له. اليوم، أصبح هناك العديد من المكونات شائعة الاستخدام لتهدئة الخيل لهذا يجب أن تقرأ ما هي المكونات الأكثر ملائمة لخليلك وكيفية عملها فربما يهدأ باستخدام مكون واحد وهو المغنيسيوم لذا مرة أخرى فكّر في حاجة خيلك الفعلية وبناء عليه قم بالاختيار.

 


المهدئات العشبية: عادةً ما تشتمل على أعشاب مثل الريحان، والكرز الشتوي، وحشيشة الهر، والبابونج ، والزعرور. يُذكر أن العديد من هذه المهدئات لم يتم اعتمادها من قبل الاتحاد الدولي للفروسية، بالإضافة إلى تضارب المكونات وكميات التغذية الموصى بها. سينصب التركيز في هذا المقال على المكونات التي تمت الموافقة عليها من قبل الاتحاد الدولي للفروسية باعتبارها آمنة خاصة لخيول السباقات والمنافسة.

 



الجدول 1: قائمة ببعض المكونات الشائعة الموجودة في مهدئات الخيول (باستثناء المكونات العشبية)



 

المكونات التصنيف الهدف الرئيسي
التريبتوفان حمض أميني
إنتاج السيروتونين
مغنيسيوم معادن قل السيالات العصبية
البيريدوكسين / فيتامين ب 6 فيتامينات يشارك في إنتاج السيروتونين
النياسين / فيتامين ب فيتامينات يشارك في إنتاج السيروتونين
الثيامين / فيتامين ب 1 فيتامينات دور مباشر في نقل السيالات العصبية
حمض الفوليك / فيتامين ب 9 فيتامينات تطوير خلايا الدم الحمراء وأنسجة الجسم
البيوتين / فيتامين ب 7 فيتامينات هم لتحسين صحة الجلد والشعر والحوافر
كوبالامين / فيتامين ب 12 فيتامينات تكوين خلايا الدم الحمراء



التريبتوفان أو التربتوفان هو حمض أميني ضروري، أي لا يمكن تخليقه في الجسم بل يجب الحصول عليه من مصدر خارجي كالغذاء. ولهذا الحمض دور تكوين الناقل العصبي المهيج سيروتونين والذي يُعرف بهرمون السعادة الذي لا يستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي، وبالتالي فإن النظرية تتمثل في زيادة التربتوفان في النظام الغذائي لزيادة الكمية المتاحة في إنتاج السيروتونين.




لقد أثبتت الدراسات  بأن إطعام التربتوفان لأنواع أخرى من الحيوانات يقلل إصابتها بالخوف والتوتر والعدوانية ومن بين هذه الحيوانات: الخنازير والكلاب والدواجن والفئران وحتى الأسماك. دراسات أخرى أشارت إلى إمكانية زيادة مستوى التربتوفان في البلازما لدى الخيول بمقدار ثلاثة أضعاف كمية خط الأساس ومع ذلك، فإن الأبحاث حول ما إذا كان التربتوفان يمكن أن يؤثر على سلوك الخيل أو له تأثير مهدئ محدد يظل غير حاسم. قد يكون هنالك عدة اسباب لهذا؛ أولاً ، يوجد التربتوفان في أشكال مختلفة ويمكن أن يرتبط بالأحماض الأمينية الأخرى ويتحول إلى مركبات أخرى، يمكن أن يؤثر كلاهما على توافر التربتوفان ليتم تحويله إلى 5HTP وفي النهاية السيروتونين. ثانيًا، ربما يرجع السبب الأكثر صلة بالنتائج غير الحاسمة إلى مدى صعوبة قياس سلوك الخيول كميًا.

 

المغنيسيوم: أصبح المغنيسيوم اليوم مكونًا شائعًا جدًا في مهدئات الخيول حتى أنه وفي بعض الأحيان يعتبر المكون الوحيد في المنتجات المهدئة. يلعب المغنيسيوم إلى جانب المعادن الأخرى مثل الكالسيوم دورًا رئيسيًا في نقل النبضات العصبية وتنظيم الجهاز العصبي. قد تعاني بعض الخيول من نقص في المغنيسيوم، وبالتالي عند توفيرها بكميات آمنة، يُنصح باتباع نهج شامل للتهدئة. بصفتك فارسًا فيجب أن تفكر في إجمالي كمية المغنيسيوم الغذائية اللازمة لخيلك من خلال النظر إلى نظامه الغذائي الكامل، وفي حال راودتك أي مخاوف حول تلقيه كميات كبيرة من المغنيسيوم يجدر بك الاستعانة بخبير تغذية لمساعدتك على تلقي المشورة الأنسب. أمر أخير مهم هنا وهو أنه يجب عليك اتباع إرشادات الشركة المصنعة وعدم تتجاوز كميات التغذية الموصى بها.

img
img

فيتامينات ب: ولها العديد من الأدوار في جسم الخيل (انظر الجدول 1). تعمل فيتامينات ب كأنزيمات مساعدة حيث ترتبط بإنزيمات أخرى وتعمل كمحفز للتفاعلات داخل الجسم، بمعنى آخر تقوم بتسريع هذه التفاعلات. كما أن الوظائف المتنوعة لهذه الفيتامينات داخل الجسم يجعل منها أساسية في المكملات المهدئة. على سبيل المثال، يشارك فيتامين B6 و B3 في تحويل التربتوفان إلى السيروتونين كأنزيمات مساعدة. لذلك، فإن ضمان توفير إمدادات وفيرة من فيتامينات ب هذه يعزز بشكل غير مباشر إنتاج السيروتونين. كما يلعب B1 دورًا مباشرًا في نقل النبضات العصبية، وهناك أدلة سردية تشير إلى فعاليته في تقليل القلق لدى الخيول، ودعم تضمينه في المهدئات. وأخيرًا، قد لا يكون لإدراج فيتامينات ب الأخرى مثل B12 و B7 روابط واضحة للتهدئة ولكنها تدعم الرفاهية العامة، وهي مهمة بشكل خاص لخيول الأداء حيث يمكن أن تؤثر مستويات الإجهاد المتزايدة سلبًا عليها.

وبالرغم من هذا كله، قد يكون تضمين فيتامين ب في النظام الغذائي لخيلك أمرًا مثيرًا للجدل ويرجع ذلك إلى أن الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في المعى الخلفي تنتج أصلًا فيتامينات ب بحيث يستفيد منها الخيل داخليًا. ولكن إذا ما تأثرت صحة الميكروبات التي تعيش في المعدة فإن هذا يقود إلى تقليل إنتاج فيتامين ب داخليًأ؛ مما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى المكملات.

 

مُحسّنات صحة الأمعاء

تتجه اليوم العديد من الشركات المصنعة لمهدئات الخيول إلى اتباع نهج جديد فيما يتعلق بمكونات منتجاتها؛ حيث أصبحت تُضمن العديد من محسنات صحة الأمعاء بما في ذلك البروبيوتيك مثل الخميرة، ومانان قليل السكاريد وجنين القمح المعدل وغيرها، ويعود السبب في ذلك إلى أن الخيول التي تعاني من مستويات حموضة مرتفعة في الأمعاء الخلفية قد تُطوّر سلوكًا انفعاليًا أثناء التمرين أو حتى الراحة وبالتالي فإن توفير مكونات كهذه يساعد في دعم الميكروبات الجيدة والحفاظ على نظام معوي صحي مما يُحقق سلوكًا منضبطًا أقل انفعالًا لدى الخيول.

الخلاصة

لا بدّ دائمًا من مراجعة النظام الغذائي، ومستويات التمرين، والظروف العامة التي تلعب دورًا مهمًا في التحكم بانفعالات خيلك، وبعد التأكد من إدارة كافة هذه العوامل بصورة جيدة يُمكنك اللجوء إلى استخدام المهدئات.

Related Products

If you’ve got any queries on feeding or nutrition, get in touch with our expert team.

logo
Ask Our Experts

#FeedYourDesireToWin

تواصل مع فريق المبيعات عبر الواتساب أو البريد الإلكتروني